فصل: الفوائد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الإعراب:

(إنما) مثل الأولى، (يريد) مضارع مرفوع (الشيطان) فاعل مرفوع (أن) حرف مصدري (يوقع) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بين) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف حال من العداوة و(كم) ضمير مضاف إليه (العداوة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (البغضاء) معطوف على العداوة منصوب (في الخمر) جار ومجرور متعلق بـ (يوقع)، وفي لمعنى السببية (الواو) عاطفة (الميسر) معطوف على الخمر مجرور.
والمصدر المؤول (أن يوقع) في محل نصب مفعول به عامله يريد.
(الواو) عاطفة (يصدّ) مضارع منصوب معطوف على (يوقع)، و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (عن ذكر) جار ومجرور متعلق بـ (يصدّكم)، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (عن الصلاة) مثل عن ذكر إعرابا وتعليقا (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (هل) حرف استفهام فيه معنى الأمر (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (منتهون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة {يريد الشيطان} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {يوقع...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة {يصدّكم} لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي.
وجملة {هل أنتم منتهون} جواب شرط مقدر أي إذا تبين لكم ذلك فهل أنتم منتهون.

.الصرف:

(منتهون)، اسم فاعل من انتهى الخماسي، جمع المنتهي، وفي الجمع إعلال بالحذف أصله منتهيون بضم الياء، استثقلت الضمة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الهاء، ثم حذفت لالتقائها ساكنة مع واو منتهون.

.الفوائد:

1- إنما: أصلها إنّ ودخلت عليها «ما» الزائدة فكفتها عن العمل:
واختلف معناها عن أصلها وأصبحت تفيد تحقيق الشيء وتقريره على وجه مّا وبنفس الوقت نفي غيره عنه وهو ما أطلق عليه البلاغيون معنى «الحصر».
ولسيبويه كلام بهذا الخصوص فيقول: واعلم أن الموضع الذي لا يجوز فيه «أنّ» لا تكون فيه «إنما». قال كثيّر:
أراني ولا كفران للّه إنما ** أواخي من الأقوام كل بخيل

ملاحظة: إذا دخلت ما الزائدة على إن وأخواتها يزول اختصاصها بالأسماء فتدخل على الجملة الاسمية والفعلية على حد سواء باستثناء «ليت» فتبقى على اختصاصها بالأسماء.
ملاحظة هامة: إذا كانت «ما» المتصلة بهذه الأحرف اسما موصولا أو حرفا مصدريا فلا تكفها عن العمل بل تبقى ناصبة للاسم رافعة للخبر، فمثل «ما» الموصولة قوله تعالى: {ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ} أي إن الذي عندكم ينفد، وإن لحقتها «ما المصدرية» كان ما بعدها في تأويل مصدر منصوب على أنه اسم «إن» نحو إن ما تستقيم حسن، أي إنّ استقامتك حسنة، وفي هاتين الحالتين تكتب ما منفصلة بخلاف ما الكافة فإنها تكتب متصلة كما عرفنا فيما سلف وقد مرّ معنا ما يشبه ذلك في آيات سابقات فيمكن العودة إليه.
2- الأصل في «هل» أن تكون حرف استفهام ولا يستفهم بها إلا في حالة «الإثبات» مثل: هل قرأت النحو؟ وأكثر ما يليها الفعل وقلّ أن يليها الاسم كقولك «هل عليّ مجتهد»؟ وإذا دخلت على المضارع خصصت بالاستقبال.
ملاحظة هامة: قد تخرج «هل» عن أصلها وهو حرف استفهام فتكون للأمر أو للنهي كما ورد في هذه الآية {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}؟ والتقريع والتنديد وأمور أخرى تجدها في المطولات من علم المعاني في البلاغة إن شئت المزيد من ذلك.

.[سورة المائدة: آية 92]

{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92)}.

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (أطيعوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أطيعوا الرسول) مثل أطيعوا الله (الواو) عاطفة (احذروا) مثل أطيعوا (الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (توليتم) فعل ماض مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط... (وتم) ضمير فاعل، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعلموا) مثل أطيعوا (أنما) كافة ومكفوفة (على رسول) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم و(نا) ضمير مضاف إليه (البلاغ) مبتدأ مؤخر مرفوع (المبين) نعت للبلاغ مرفوع.
جملة {أطيعوا...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف السابق.
وجملة {أطيعوا} (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة أطيعوا الأولى.
وجملة {احذروا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أطيعوا الأولى.
وجملة {توليتم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة أطيعوا الأولى.
وجملة {اعلموا} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء... وفي الكلام إيجاز حذف أي: وأما جزاؤكم فعلينا.
وجملة {على رسولنا البلاغ} في محلّ نصب مفعول به لفعل اعلموا المعلق بـ (أما).

.[سورة المائدة: آية 93]

{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)}.

.الإعراب:

(ليس) فعل ماض ناقص جامد (على) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر ليس مقدم.
(آمنوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (الواو) عاطفة (عملوا) مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (جناح) اسم ليس مؤخر مرفوع (في) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بجناح (طعموا) مثل آمنوا (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلق بالجواب المقدر، (ما) زائدة (اتقوا) فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين... والواو فاعل (الواو) عاطفة (آمنوا وعملوا الصالحات) مثل الأولى (ثم) حرف عطف في الموضعين (اتقوا وآمنوا، اتقوا وأحسنوا) مثل اتقوا وآمنوا السابقة (الواو) استئنافية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة «ليس مع اسمها وخبرها» لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة {عملوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة {طعموا} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة {اتقوا} في محلّ جر مضاف إليه... وجواب الشرط مقدر أي لا يأثمون.
وجملة {آمنوا} (الثانية) في محلّ جر معطوفة على جملة اتقوا.
وجملة {عملوا} (الثانية) في محلّ جر معطوفة على جملة اتقوا.
وجملة {اتقوا} (الثانية) في محلّ جر معطوفة على جملة عملوا الصالحات.
وجملة {آمنوا} (الثالثة) في محلّ جر معطوفة على جملة اتقوا الثانية.
وجملة {اتقوا} (الثالثة) في محلّ جر معطوفة على جملة آمنوا الثالثة.
وجملة {أحسنوا} في محلّ جر معطوفة على جملة اتقوا الثالثة.
وجملة {الله يحب...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {يحب المحسنين} في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله).

.البلاغة:

1- التكرار أو التكرير: في قوله تعالى: {إِذا مَا اتَّقَوْا} وقوله: {ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا} وقوله: {ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا} وذلك لتأكيد ما يتحدث عنه ليزداد رسوخا في الذهن. وإشارة إلى العلاقات التي يرتبط بها الإنسان في حياته، وهي علاقة الإنسان بنفسه، وعلاقة الإنسان بغيره، وعلاقة الإنسان بربه، ولذلك عقّب عليها بالإحسان في الكرة الثالثة.

.الفوائد:

من أسباب النزول:
{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا} هذه الآية نزلت جوابا للذين استفسروا عن مصير شارب الخمر وآكل الميسر قبل التحريم.
فنزلت هذه الآية ترفع الإثم عنهم بشرط التقوى وبشرط الإيمان.

.[سورة المائدة: آية 94]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ (94)}.

.الإعراب:

يأيّها الذين آمنوا مرّ إعرابها، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يبلونّ) مضارع مبني على الفتح.. والنون نون التوكيد و(كم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بشي ء) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يبلونّ)، (من الصيد) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لشيء (تنال) مضارع مرفوع و(الهاء) ضمير مفعول به (أيدي) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (رماح) معطوف على أيدي مرفوع مثله و(كم) مضاف إليه (اللام) لام التعليل (يعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (يخافه) مثل تناله (بالغيب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل يخاف أو مفعوله.
والمصدر المؤوّل (أن يعلم) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (بيلونّكم).
(الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (اعتدى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (اعتدى)، (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ مضاف إليه و(اللام) للبعد و(الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) حرف جرّ و(الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت مرفوع.
جملة {يأيّها الذين...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {آمنوا}: لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة {ليبلونّكم}: لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. والقسم وجوابه لا محلّ له جواب النداء.
وجملة {تناله أيديكم}: في محلّ نصب حال من الصيد.
وجملة {يعلم اللّه}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة {يخافه...}: لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة {من اعتدى...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة {اعتدى...}: في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة {له عذاب}: في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

.الصرف:

(رماح)، جمع رمح، اسم جامد، وقد سمع اشتقاق فعل رمح يرمح باب فتح منه أي طعنة بالرمح وزنه فعل بضمّ فسكون، والجمع فعال بكسر الفاء.

.البلاغة:

1- التنكير: في قوله تعالى: {لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ} فتنكير شيء للتحقير المؤذن بأن ذلك ليس من الفتن الهائلة التي تزل فيها أقدام الراسخين كالابتلاء بقتل الأنفس وإتلاف الأموال. وإنما هو من قبيل ما ابتلي به أهل أيلة من صيد البحر وفائدته التنبيه على أن من لم يثبت في مثل هذا كيف يثبت عند شدائد المحن.

.الفوائد:

- كثيرا ما يتساءل المؤمن:
كيف يختبر اللّه عباده وهو أعلم بحالهم يعلم مؤمنهم وكافرهم، ويعلم صادقهم ومنافقهم ويعلم صالحهم من طالحهم، ويعلم منهم المصلح من المفسد؟
وكذلك الآيات التي تتعرض لعلم اللّه كقوله تعالى في هذه الآية: {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ}.
وللفقهاء والمفسرين حول ذلك آراء نستعرض بعضها وأقواها؟
قال صاحب «الجلالين»: المقصود بعلم اللّه الواردة في أمثال هذه الآيات «ليعلم علم ظهور» والغاية من علم الظهور هو إقامة الحجة على العباد لئلا يؤخذوا على حدّ زعمهم بظلم دون أن يخضعهم اللّه للامتحان والاختبار.